المصريون يحتفلون بميلاد أم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

المقال منقول ولم نغير ببعض الألفاظ الواردة فيه مثل الصلاة البتراء وغيرها لأمانة النقل

في بادرة هي الأولى من نوعها ووسط حضور جماهيري كبير بلغ أكثر من ثلاثة ألاف شخص ووسط تغطية إعلامية كبيرة احتفلت الطريقة العزمية بالقاهرة بذكرى ميلاد السيدة أمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وآله وهو الاحتفال الذي قد يثير جدلا كبيرا في العاصمة المصرية القاهرة وغيرها من العواصم العربية والإسلامية .

وكان لافتا للنظر حضور الدكتور أحمد فتحي أستاذ علم الحديث بالمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى عدد كبير من علماء الدين المصريين والذين عددوا مناقب السيدة أمنة أم الرسول عليه الصلاة والسلام .

وبدأ الاحتفال بآيات من الذكر الحكيم ثم تحدث الشيخ علاء الدين أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية قائلا : لابد أن نعلم جميعا كمسلمين أن السلفيين يسيئون للنبي والمسلمين جميعا بتكفيرهم أم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولو أعملنا العقل في هذه المسألة فسوف ندرك أن السلفيين مخطئون تماما فالمعروف أن المشرك نجس وبالتالي لا يمكن أن يخرج الرسول من رحم الكفار .

وهاجم الشيخ أبو العزائم من يدعون عدم إسلام السيدة أمنة وفي احتفالنا بالسيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة رضي الله عنها؛ فإننا نحاول دفع المظلمة، وكشف الغطاء عن الحقيقة، بعد أن تجرأ البعض على الطعن في أشرف الخلق وأطهرهم؛ لتفقد الأمة قدوتها وتضل طريقها وأضاف أبو العزائم : لقد مَنح اللهُ العنايةَ لعبدِ المطلب بولدِه عبدِ الله، صونًا لسيدِ رسلِه الكرام وإظهارا لعلاه، فاختار له جوهرةَ كنزِ المجد والشرف، آمنةَ ابنة وهب مصدر الجود والتحف، فتزوجها ليُظهِر اللهُ مكنونَ أسراره، ودخل بها ليشرق الله منها شمسَ أنواره، فكانت أفقَ هذا الكوكب المضيء لعالين، وصَدَفةَ دُرَّةِ عِقْدِ المرسلين.

ثم تحدث الدكتور أحمد فتحي أستاذ علم الحديث بالمملكة العربية السعودية معتبرا أن الاحتفال بمولد السيدة أمنة تمجيدا وتعظيما للرسول ” ص ” مضيفا : والدا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الفترة الناجين، وقد قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) “الإسراء:15″، وقال تعالى: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) “الشعراء:219″، قال ابن عباس رضى الله عنهما: تنقَّل نورُ النبيّ من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام النقية، وقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) “التوبة:28” فوجب ألا يكون أحد من أجداده نجَسا، أخرج مسلم عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إن اللهَ اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، فأنا خيارٌ من خيارٍ من خيارٍ، ما اجتمع أبوايَ على سفاح قط) وأخرج الترمذي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا خيرُكم بيتًا ونسبًا).

وأضاف: قال الله تعالى في صنف من الناس كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون: (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ) “التوبة:84″، وقد ثبت أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم زار قبر أمه في حديث رواه مسلم حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: (سألتُ ربي أن أزورَ أمي فأذن لي، وسألتُه أن أستغفر لها فلم يأذن لي) وهذا الحديث وإن كان فيه ضعف عند رواة الحديث؛ فهو كذلك يتعارض مع النهي عن الزيارة أو الإقامة، فإن الزيارة تشمل الإقامة والاستغفار والدعاء للأموات، ومعلوم أن والدة النبيّ السيدة آمنة آمَنَتْ به بطريق البشارة وهو في بطنها؛ وبعد وضعه الشريف.

ولما كانت الفترة التي بين النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وبين السيد المسيح عليه السلام 600سنة وكذلك بينه وبين سيدنا إبراهيم عليه السلام ثلاثة آلاف سنة فإن قريشا لم تعرف الأنبياء حيث قالوا في شأن الرسول والرسالة: (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ) “المؤمنون:24″، وقد أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (قال لي جبريل: قلبتُ مشارقَ الأرضِ ومغاربَها فلم أجد رجلا أفضل من محمد، ولم أجد بني أبٍ أفضل من بني هاشم). كرامة للسيدة آمنة رضي الله عنها: جاء في السيرة أن السيدة آمنة نظرت في وجه النبيّ وكان عنده أربع سنوات لما عادت به حليمة السعدية من بني سعد فكان مما قالت السيدة آمنة:

بارك فيك الله من غلام
يا ابن الذي من حرمة الحمام
نجا بعون الملك المنعام
فودي غداة بضرب السهام
بمائة من إبل سوام
أن صح ما أبصرت في المنام
فأنت مبعوث للأنــام
من عند ذ الجلال والإكرام
تبعث في الحل والإحرام
تبعث بالتحقيق والإسلام
دين أبيك البَرّ إبراهـام
فالله نهاك عن الأصنام
أن لا توليها مع الأقوام .

وأنهى الدكتور فتحي حديثه قائلا : إن تكفير أم النبي هو كبيرة من الكبائر لأنه يعتبر سبا للرسول ذاته والسكوت على ما يدعيه السلفيون سيؤدي بالمسلمين إلى العقاب في الأخر .

شفاعة النبي

ثم تحدث الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق ورئيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية موجها التحية للطريقة العزمية على هذا الاحتفال مبديا دهشته من تكفير صاحبة الذكرى وقال الرسول سيعطي الشفاعة للمسلمين يوم القيامة ومن المؤكد أن هذه الشفاعة ستعلق بأمه وأبيه موضحا أن السلفيين نصبوا أنفسهم أوصياء على الناس ومنحوا الحق في تكفير من يريدون .

ووجه عاشور حديثه للمتشددين قائلا : يكفى أم الرسول فخرا أنها أنجبت محمدا .

أما الدكتور أحمد السايح الأستاذ بجامعة الأزهر فقال أن الاحتفال بمولد السيدة أمنة يعيد للأمة رشدها .

وتحدث الكاتب الصحفي مصطفى فهيم قائلا : هي أم سيد العالمين سيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ابنة سيد بني زهرة وهب بن عبد مناف، والسيدة برة عبد العزى بن عثمان ، زوجة سيد قريش سيدنا عبد الله سيد فتيان قريش، والذي نحر والدُه عبدُ المطلب مائة من الإبل فداء له من الذبح .

هي أجمل نساء العرب على الإطلاق، والدليل ما أورد الطبري وابن الأثير بأن امرأة تسمى فاطمة بنت مرة كانت من أجمل النساء وأعفهن قد رفضها سيدنا عبد الله وتزوج من السيدة آمنة التي تتفوق عليها أصلا ونسبا وطهارة وجمالا، وأخذ سيدنا عبد الله يردد:

أما الحرام فالممات دونه
والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه
يحمى الكريمُ عِرضَه ودينَه

السيدة آمنة ذات طبيعة خاصة:

لا يوجد في العالمين مثلها قط، وهو تحملها الأنوار المحمدية قبل الحمل وأثناء الحمل وبعد الحمل.وأضاف إن الدليل أن هناك صحابيا يسمى سواد، ضربه رسول الله ضربة خفيفة بالسواك أثناء تنظيم الصفوف، وقال رسول الله في ساحة القتال: (من ضربت له ظهراً فليأتِ فليقتص منى).فقال سواد: أنا يا رسول الله، أنا يا رسول الله أثناء تنظيم الصفوف ضربتني بالسواك، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (تعال واقتص منى) فقال سواد: كان السواك على لحمى مباشرة أثناء الضرب يا رسول الله، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف، فأخذ سواد يقبل البطن الشريف ويبكى ورسول الله يقول له: (ما حملك على هذا؟) فيقول: تمنيت أن يكون آخر عهدي بهذه الدنيا أن يمس جسدي جسدَك .

فما بالك بهذا الجسد الذي كان بداخله جسد سيد الخلق تسعة أشهر؟ ما طبيعة جسد السيدة آمنة وما الجمال الذي رأته خلال حملها لأنوار سيد الخلق صلى الله عليه وسلم؟.

إذن كما قلت إن السيدة آمنة جسدا ورُوحا ذات طبيعة خاصة، فهي رضوان الله عليها الطاهرة ومن علامة سابقة الحسنى للعبد محبة السيدة آمنة، وأن يعرف حقها وفضلها على العالم أجمع، فهي مصدر الخيرات، مصدر العطاء، مصدر الجود ومصدر التحف، هي جدة السيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها، ولولا أن ولدت السيدةُ آمنة خيرَ الخلق صلى الله عليه وآله وسلم لأصبح العالم أجمع في ظلام
دامس.

وختم حديثه قائلاً اللهم أدخِل السرورَ والفرح لكل من أحيا أو ساهم أو ساعد فى ذكرى مولد السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها.

على دين ابراهيم

أما الشيخ قنديل عبد الهادي كبيرة دعاة الطريقة العزمية فقال : السيدة آمنة طاهرة مؤمنة:يقول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث شريف له: (… لم يلتق أبواي قط على سفاح، لم يزل اللهُ ينقلني من الأصلابِ الحسنةِ إلى الأرحامِ الطاهرة، صفتي مهدي، لا تتشعب شعبتان إلا كنتُ في خيرهما…) “ابن عساكر”، فيُعلم من هذا أن السيدة آمنة رضي الله عنها كانت مؤمنة بالله عز وجل، وموحدة لرب العالمين على دين إبراهيم عليه السلام. وأورد السيوطيّ وغيره خبر إحياء أبويه صلى الله عليه وآله وسلم وإيمانهما، وللهِ دَرُّ من قال:

أيقنتُ أنَّ أبَا النبيِّ وأمَّــه
أحياهما الربُّ القديرُ الباري
حتى لقد شهِدَا بصدقِ رسالةٍ
صَدِّقْ فتلك كرامةُ المختـار
هذا الحديثُ ومَن يقول بضعفِـه
فهو الضعيفُ عن الحقيقةِ عاري

وجاء في “سبل الهدى والرشاد ج-2”: ولا ينبغي لعاقل إنكار ذلك – أي حديث إحياء أبويه صلى الله عليه وآله وسلم – فكرامتُه صلى الله عليه وسلم على مَوْلاه أعظمُ من ذلك.وبعد، فإنه لولا ما يثيره البعض من اتهام أبوي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وقرابته بما هم منه براء؛ لمَا تكلم علماء الأمة وأئمتها عن أمثال هذه الموضوعات، ولمَا ذكرنا ذلك عنهم، أمَا وأنَّ البعض فرضوا ذلك على الأمة فانشغلت به عن إعداد العُدَّة والتوحد لمواجهة عدوها الخارجيّ؛ فكان لزاما أن نتكلم بما قال به أئمة المسلمين رضي الله عنهم الذين لا يجتمعون على ضلالة، ولله در من قال:

من الدينِ كشفُ السترِ عَن كلِّ لاعبِ
وعَن كلِّ بِدْعيٍّ أتَي بالعجائبِ
ولولا رجالٌ مؤمنون لهُدِّمت
صوامعُ دينِ اللهِ مِن كلِّ جانبِ

ونسأل الله أن ندرك جميعا أن من أوجب الواجبات علينا كمسلمين أن نعمل لتتوحد الأمة في مواجهة العدو الخارجيّ المشترك – الصهيونية العالمية التي تقودها إسرائيل والصليبية العالمية التي تقودها أمريكا – بدلا من المعارك التي تُفتَعل والفتن التي تُثَار بسبب الطعن في أشراف الخلق، مما يسبب التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، وبدلاً من الإثم والعدوان فَلْنَتَعَاوَنْ جميعًا على البر والتقوى، سعيًا لعودة المجد الإسلاميّ الذي فقدته الأمة.